الارض الخضراء "الجفتلك" 3/2/2017
كالعادة ينطلق باص السوشال ميديا الى المناطق الجميلة في فلسطين،
وهذه المرة انطلق بنا الى الأرض الخضراء او الشعب الصامد بوجه الاحتلال
الذي يسعى دائما الى تهجير السكان من ارضهم والاستيلاء عليها.
في
الطريق كان حمزة عقرباوي وهو مرشد الباص يتحدث عن القرى الفلسطينية التي مررنا
عنها وعن الاغوار ويحدثنا عن بعض القصص القديمة مثل قصة أبو جلدة عندما تم إعدامه 1934
قال قبل ان تقدم الى حبل المشنقة فلسطين امانة في اعناقكم، وقصة أبو الصبار
"الحمار" الذي شق طريق المعرجات وهي من الطرق التي لجئ اليها الفلسطينيين
بعد الاغلاقات، ومن لا يعرف بلاده كيف له ان يحبها ومن لا يحب بلاده كيف له ان
يدافع عنها وتجول بالأرض تمتلكها وحيو الظيف.
حمزة العقرباوي
وصلنا الى
الارض الخضراء ترى جمال الأرض التي تغطيها المحاصيل الزراعية واشجار
النخيل والتلال والحياة البسيطة في هذه القرية ورائحة الأرض الطيبة.
قرية الجفتلك، هي إحدى قرى محافظة أريحا، وتقع شمال مدينة أريحا، وعلى بعد 33 كم
هوائي عن اريحا، يحدها من الشرق نهر الأردن، ومن الشمال قرية مرج الغزال
وأراضي محافظة
طوباس، ومن الغرب قرى شرق محافظة نابلس.
سميت
قرية الجفتلك بهذا الاسم نسبة لكلمة الجفتلك وهي كلمة تركية الأصل وتعني المزرعة،
عدد سكان القرية 5000 نسمة.
استقبلنا الأهالي في المجلس القروي ورئيس المجلس
عثمان عنوز رحبوا بنا في القرية، وبدا رئيس لمجلس يتحدث عن القرية وعن المعانة
التي يتعرض لها أهالي القرية يوميا من قبل الاحتلال من هدم للمباني والمنشئات بحجة
عدم الترخيص ووقوعها بمنطقة C حسب تصنيفها باتفاقية أوسلو التي تتبع
للاحتلال إداريا وامنيا، والمعانة الأكبر ان 5000 نسمة يعيشون بدون كهرباء منذ
شهرين وانقطاع مستمر للماء ولم تتحرك الحكومة الفلسطينية لحل مشكلة الكهرباء
والماء وعدم السماح لهم بحفر ابار جوفية والتحكم بعمقها، قلة المياه أدت الى اتلاف
الكثير من المحاصيل الزراعية والبيارات، الى جانب التدريبات العسكرية المستمرة
التي تبدا بساعات متأخرة من الليل واقتحام للبيوت، الاحتلال يطمح دائما لسلب الأراضي
من السكان الاصليين وتهجيرهم منها للاستيلاء على الأرض واستكمال مشروعهم في تهجير
كل الفلسطينيين.
رئيس المجلس عثمان
يوجد بالقرية مدرستين واحدة حكومية والأخرى للوكالة اول مدرسة تم افتتاحها عام 2000 وعيادة حكومية تم افتتاحها عام 2013 والأخرى لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية وهذه العيادات تبدا فترة الدوام من الساعة 8:00ص-2:00م ولا يوجد أي مركز طبي يغطي الاحتياجات الطبية بعد دوام العيادات، وعند سؤال رئيس المجلس كيف تتلقون العلاج بعد دوام العيادتين؟؟ قال وهو يشعر باليأس والخجل نتوجه الى نقطة الاحتلال لتقديم العلاج لعدم وجود مراكز صحية قريبة والمركز الصحي المقرر الدوام 24 ساعة يوميا يقتصر الدوام على 7 ساعات يوميا واحيانا الى 6 ساعات بسبب التسيب من العمل وعدم وجود رقابة، طالب الأهالي بضرورة وجود اسعاف وتم احضاره لمدة شهرين ثم ارسلوها الى طوباس ولم تعد، متى كانت اخر زيارة لمسؤول للجفتلك؟؟ أجاب رئيس المجلس عام 2013 عندما تم افتتاح العيادة وكانت الإجابة صادمة للجميع، هذه القرية التي تعاني تهميش من قبل المسؤولين صامدة وحدها في وجه الاحتلال.
اثناء جولتنا تعرفنا على رائد خريج اجتماعيات من جامعة القدس المفتوحة من 8 سنوات وزوجته خريجة ادب عربي يعملون في الأرض ويزرعونها، عند سؤاله هل تقدمت لوظيفة، قال لمدة اربع سنين وانا أقدم لطلب وظيفة ولكن لا يوجد عندي واسطة لكي يتم توظيفي ومن اربع سنين لم اقدم لاي وظيفة وانا اعمل بالأرض انا وزوجتي ونعمل بها ولا نريد ان نتركها لأننا نحب الجفتلك.
الأطفال كان لهم دور مميز في جولتنا التي رسم
المشاركين البسمة والفرحة على وجوههم وكان رائد ورمزي لهم الدور الأكبر في ذلك،
عند سؤالي لبعض الأطفال هل تحبون الجفتلك اجابوا بكل قوة وفخر بنحبها.
رائد بيلعب الاطفال
رائد ورمزي يلتقطون السلفي مع الاطفال
بعيدا عما يتعرض له أهالي القرية من تهميش
وانتهاكات متواصلة من قبل الاحتلال الا أن وجوههم البشوشة تعبر بشكل كبير عن بساطة فهم يعيشون الحياة
البسيطة والكريمة ومتمسكين بأرضهم ولا يريدون ان يتخلوا عنها ويتذوقون طعم الصمود
يوميا في القرية.
عند الانتهاء من الجولة بين المحاصيل الزراعية
توجهنا الى قصر عبد الله الضامن وهو امير قبيلة المساعيد ووجيه الغور وقد كان ألمع شخصية في الغور آنذاك وهو اول من
بنى قصر في الاغوار الا انه بقي يهوي الجلوس في بيوت الشعر، وهو من حمى الغور من
الاستملاك لصالح الحركة الصهيونية عام 1920.
سجن الجفتلك شيد زمن العهد العثماني
لإدارة الاملاك واستخدمه الاحتلال البريطاني كسجن وموقع اداري عسكري كما استخدم
بفترة الادارة الاردنية على فلسطين بعد فترة الاحتلال البريطاني حتى قدوم الاحتلال
وفرض السيطرة على المنطقة، يمثل السجن موقع أثرى
مهم في القرية يتوسط السجن
قرية الجفتلك بموقع استراتيجي مطل على القرية حاليا
السجن مهجور وحجارته حزينة وبحاجة
الى ترميم.
وجهتنا الاخيرة
كانت صخرة المخروق وهي واحدة من اهم المعالم على طريق الغور بيسان-اريحا-نابلس المطلة
على الحدود مع الأردن وسميت بهذا الاسم نسبة لصخرة الموجودة بالمكان.
بنى الاحتلال بعد
عام 1967 معسكرات وهذه المعسكرات كانت تبنى على مناطق مرتفعة ويوجد إنفاق للجيش على
طول الحدود مع الأردن لمنع العمليات الفدائية واستشهد الكثير من الفدائيين في
منطقة المخروق، واثناء تواجدنا حضر الجيش لاعتبارها منطقة عسكرية.
اترك تعليقا